ملخص كتاب: فلترة الأفكار -كيف تحمي عقلك
ملخص كتاب: فلترة الأفكار -كيف تحمي عقلك .
اعداد: فريق كتبكم .
العقل البشري هو أقوى أداة يمتلكها الإنسان، ولكنه قد يصبح
أحيانا مصدرا للمعاناة إذا لم نحسن استغلاله. كل فكرة تدخل إلى عقولنا تترك
أثرا على حياتنا وقراراتنا، ولذلك فإن تعلم كيفية فلترة الأفكار يعد أمرا
بالغ الأهمية لتحقيق التوازن والسعادة في حياتنا.
أهمية فلترة الأفكار مفهوم
الفكرة وتأثيرها علينا الفكرة ليست مجرد خاطرة عابرة، بل هي أساس كل
قرار وكل تغيير نقوم به.
الأفكار التي نحتفظ بها ونكررها تتحول إلى معتقدات، وهذه
المعتقدات تشكل واقعنا. إذا أدخلنا أفكارا سلبية إلى عقولنا، فإننا نقيد
أنفسنا بواقع مليء بالتحديات والصعوبات. أمثلة من حياتنا اليومية فكرة
أن المال يغير النفوس هذه الفكرة تجعل الأشخاص يترددون في السعي وراء النجاح
المالي، خوفا من أن يساء فهمهم.
أما فكرة أن الحياة مليئة بالعقبات التي لا يمكن تجاوزها، تجعل
الإنسان يشعر بالعجز والإحباط حتى قبل أن يبدأ المحاولة. هذه الأمثلة توضح
كيف أن الفكرة الواحدة، إذا لم تفلتر بشكل صحيح، يمكن أن تصبح عائقا
حقيقيا في حياتنا. واحدة من أكثر الأمور التي تؤثر في قراراتنا ما يسمى
بالعقل الجماعي، أو بمعنى أوضح، ثقافة القطيع.
ففي كثير من الأحيان، نتخذ قرارات دون إدراك إن كانت مفيدة لنا
أم لا، فقط لأن الأغلبية تقرر ذلك، فنحن ننساق مع الجماعة حتى لو لم يكن
القرار لصالحنا. ونجد في تراثنا الشعبي العربي، العديد من القصص التي
تبرز ظاهرة التقليد الأعمى والانصياع لثقافة القطيع دون التحقق من
السبب. يحكى أنه كان هناك رجل يدعى سالم، وكان كلما أتى عيد الأضحى يذبح
الخاروف أمام بيته، ثم يحفر حفرة صغيرة بجانب المكان ويرش فيها قليلا من دم
الخاروف.
مرت السنوات، وكبر أولاده، وكانوا يفعلون الأمر نفسه دون أن
يعرفوا السبب. ذات يوم، سأل أحد الأبناء والده، يا أبي، لماذا نحفر
الحفرة ونرش فيها الدم؟ أجاب الأب، لا أدري، هكذا رأيت أبي
يفعل. قرر الإبن الفضلي أن يسأل جده، فذهب إليه وقال، يا جدي،
لماذا كنت تحفر حفرة وترش فيها الدم عند ذبح الخاروف؟ أجاب الجد، عندما
كنت صغيرا، كانت منطقتنا مليئة بالذئاب، وكنت أفعل ذلك لإبعادها عن البيت
برائحة الدم المدفون حتى لا تهاجم المواشي.
عندها أدرك الأبناء أن السبب الذي كان له فائدة في الماضي لم يعد له
معنى في الحاضر، لأن الذئاب لم تعد تهدد منطقتهم. إذن، التقاليد التي
تنشأ لسبب ما قد تفقد قيمتها بمرور الزمن، إذا استمر الناس بتقليدها دون
تفكير أو سؤال. ولكن علينا أن ندرك أن في بعض الحالات نفعل ذلك من باب الخجل.
بمجرد أنك مختلف عن الناس يحسسك بخجل أمام المجموعة، وهذا الخجل
يضغط عليك فتمشي مع الجماعة. فمن الضروري أن نفرق بين التقاليد والاختيارات
المفيدة فعلاً وبين التقاليد والاختيارات التي عفى عليها الزمن، ولم يعد
هناك أي مبرر لوجودها سوى ثقافة القطيع. وهنا يجب التأكيد على ضرورة توجيه
الأسئلة وفهم الأسباب التي توجب التصرف بحسب ثقافة القطيع، فالسؤال هو
مفتاح المعرفة.
يتفاعل الإنسان طوال حياته اليومية مع محيطه، وبحسب الدراسات فإن
حياة أي إنسان بشكل عام هي نتاج لتفاعل هذا الإنسان وردة فعله مع المحيط الذي
يعيش فيه. في حياتنا اليومية هناك العديد من البيئات والمحيطات التي
تؤثر بشكل مباشر على حياتنا، ومن أبرزها محيط الأصدقاء. يعتبر الأصدقاء
من أكثر العوامل التي تترك بصمة واضحة على طريقة تفكيرك وتصرفاتك.
ولهذا، إذا كنت ترغب في تغيير مسار حياتك أو تحسينها، عليك البدء
بتغيير محيطك. تغيير رد فعلك تجاه هذا المحيط أو استبداله ببيئة
أفضل يمكن أن يحدث فرقا كبيرا. إحدى أهم الوسائل التي تساعد الإنسان على
تحسين حياته هي اختيار أصدقاء أفضل.
وكما يقال، الإنسان هو متوسط الأشخاص الخمسة الذين يقضي معهم معظم
وقته. بمعنى أنه إذا نظرت إلى أقرب خمسة أشخاص في حياتك، ستجد أنك تشترك
معهم في جوانب عديدة، سواء من الناحية المالية أو الصحية أو
النفسية. لذلك، إذا كنت تسعى لرفع مستوى حياتك وتحسين متوسطك، فكر في
استبدال واحد أو اثنين أو حتى ثلاثة من هؤلاء الأشخاص بأفراد يمكنهم مساعدتك
على النمو والتطور بشكل إيجابي.
يحكى أن هناك شقيقان نشأا في نفس البيت وعاشا ظروفا متشابهة
تماما. كان والدهما معروفا بالقسوة والجفاء وعمل طوال حياته في عمل بسيط
بالكاد يكفي قوت يومه. الشقيقان شاهدا معاناة والدتهما وظروف أسرتهما الصعبة
يوميا.
عندما كبر أصبح أحدهما رجلا ناجحا يمتلك شركة كبيرة ويعيش حياة
مليئة بالإنجازات. بينما الآخر ظل عاطلا عن العمل يعاني من
الديون ويتحدث دائما عن سوء الحظ. سئل كل منهما عن سبب وضعه الحالي.
أجاب الأخ الذي لم ينجح. لقد نشأت في بيئة قاسية. أبي كان
قاسيا ولم يكن لدينا شيء.
ولم أتعلم شيئا سوى هذا النمط من الحياة. أما الأخ الناجح
فقال نشأت في بيئة قاسية ورأيت كيف يمكن لهذه الظروف أن تدمر
الإنسان. لذا قررت أن أعمل بجد لأغير حياتي وأحقق الأفضل.
إذن البيئة قد تكون واحدة. لكن الفرق يكمن في طريقة تفاعل الشخص
مع الظروف. المحيط يؤثر.
لكن القرار الداخلي للفرد هو ما يحدث التغيير الحقيقي.
أنواع العقول ودورها في تشكيل الواقع العقل الواعي والعقل
اللاواعي العقل الواعي هو الجزء المسؤول عن التفكير المنطقي
والتحليل. يشبه حارس البوابة الذي يقرر ما يدخل إلى العقل اللاواعي.
العقل اللاواعي هو المخزن العميق لكل التجارب والبرمجيات التي
اكتسبناها على مر السنين. هو المسؤول عن التصرفات التلقائية وردود
الأفعال. ولكن ما العلاقة بين العقلين؟ عندما نكون غير واعين
بأفكارنا فإن العقل اللاواعي يتولى القيادة ويعمل بناء على البرمجيات القديمة
الموجودة بداخله.
لذا إذا كانت هذه البرمجيات سلبية فإنها تؤثر على أفعالنا ونتائجنا
بشكل سلبي. موضوع اتخاذ القرارات متشعب وله أبعاد كثيرة ويكفي أن نتخيل
أن الإنسان يتخذ ما يقارب 35 ألف قرار أي تقريبا ألفي قرار كل ساعة في اليوم
الواحد. وعندما نقول قرار فهذا يشمل كل أنواع القرارات من كيف نجلس إلى
كيف نتكلم ونتصرف وكل ما نفعله خلال حياتنا اليومية.
90% من القرارات التي نتخذها يوميا تتم عن طريق العقل
اللاواعي. لفهم ذلك علينا أن نبسط الأمور قليلا. العقل الواعي هو الجزء
الذي يتخذ القرارات بشكل مدرك ومباشر وهو ما يعرف بالفص الأمامي للدماغ.
أما العقل اللاواعي فهو يعمل في الخلفية ويتخذ القرارات بشكل
تلقائي ودون وعي مباشر منا. كلا العقلين لهم أهميتهما وليس أحدهما أفضل
من الآخر. العقل اللاواعي أو ما يسمى بالسب كونشيس يتميز بقدرته على
التعامل مع المهام المتكررة بشكل أوتوماتيكي وسريع دون استنزاف الطاقة
الذهنية.
على سبيل المثال عندما تقوم بشيء جديد لأول مرة يكون العقل
الواعي هو المسؤول عن أداء المهمة مما يتطلب جهدا وتركيزا كبيرين. ولكن
مع التكرار تنتقل هذه المهمة تدريجيا من العقل الواعي إلى العقل
اللاواعي فتصبح تلقائية وسهلة التنفيذ. خذ مثالا على ذلك عندما
يبدأ شخص في تعلم قيادة السيارة لأول مرة يكون تركيزه منصبا بالكامل على كل
التفاصيل مثل الضغط على الدواسات، تغيير السرعات، ومراقبة المرايا.
في البداية يشعر بالإرهاق ويستهلك كل طاقته الذهنية في محاولة
التوفيق بين جميع هذه المهام. ولكن مع التكرار والممارسة تتحول هذه
المهام إلى عمليات تلقائية يديرها العقل اللاواعي. بعد فترة يصبح الشخص يقود
السيارة بسهولة ودون الحاجة إلى التفكير في كل خطوة.
تخيل لو ظل الشخص طوال حياته يقود السيارة بنفس الجهد
والتركيز الذي كان يبذله في الأيام الأولى لتعلم القيادة لكان الأمر
مرهقا وغير عملي. هنا تتجلى أهمية العقل اللاواعي حيث يختزل الجهد
المطلوب للمهام المتكررة مما يتيح للإنسان التركيز على أمور أكثر أهمية أثناء
القيادة مثل اتخاذ قرارات سريعة على الطريق.
أحد التحديات الرئيسية للعقل اللاواعي هو عندما يكتسب عادات
سلبية وغير مفيدة على سبيل المثال عند تجربة التدخين لأول مرة يكون
العقل الواعي هو الذي يتحكم في السلوك ولكن مع التكرار تتحول هذه العادة
إلى العقل اللاواعي وتصبح عملية تلقائية وعندما تحاول الإقلاع عن هذه
العادة تجد صعوبة كبيرة في إقناع العقل اللاواعي بالتخلي عن شيء أصبح
جزءا من النظام أو البرمجة الخاصة به
التعرف على البرمجيات القديمة: كل منا يحمل داخله مجموعة من
المعتقدات والبرمجيات التي اكتسبها من الأسرة أو المجتمع على سبيل
المثال شخص نشأ في بيئة مليئة بالخلافات العائلية قد يجد صعوبة في بناء
علاقات مستقرة
العلاج المعرفي السلوكي هو نوع من العلاج النفسي يركز على
تحديد وفهم الأنماط السلبية في التفكير والسلوك والعمل على تغييرها بطرق
فعالة هذه الأنماط السلبية غالبا ما تكون السبب الرئيسي وراء المشكلات
النفسية مثل القلق والاكتئاب وفيما يلي شرح تفصيلي لمعنى استخدام
العلاج المعرفي السلوكي لتحديد الأنماط السلبية مثل التعميم
المفرط والتفكير بالأبيض والأسود أولا التعميم المفرط التعميم
المفرط هو التفكير بطريقة تجعل الشخص يعمم تجربة أو حدثا معينا على
جميع الأحداث المماثلة بمعنى أن الشخص يستخدم تجربة واحدة كمرآة
لكل شيء في حياته
على سبيل المثال إذا فشل الشخص في امتحان واحد يعتقد أنه
سيفشل دائما في كل امتحان إذا رفضه شخص واحد يظن أن الجميع
سيرفضه كيفية معالجته في العلاج المعرفي السلوكي التعرف على التعميم
المفرط يجب ملاحظة عبارات مثل دائما أو أبدا أو لا أحد التي تدل
على تعميم غير دقيق وكذلك عن طريق اختبار صحة الافتراض يتم توجيه
التفكير إلى تجارب ماضية تثبت عكس هذا التعميم مثلا إذا
قلت أنا دائما أفشل اسأل نفسك هل هناك مواقف نجحت فيها؟ ويمكن
إعادة صياغة الأفكار عن طريق تحويل الأفكار العامة إلى أفكار أكثر
تحديدا ودقة مثلا بدلا من أنا دائما أفشل يقال فشلت هذه
المرة لكن يمكنني التحسن في المستقبل ثانيا التفكير بالأبيض
والأسود التفكير بالأبيض والأسود هو رؤية الأمور بشكل متطرف إما
جيدة تماما أو سيئة تماما دون النظر إلى درجات الوسطية
على سبيل المثال إذا لم يكن الأداء مثاليا فإن الشخص يعتقد
أنه فاشل إذا لم يعطه الآخرون كامل التقدير يشعر بأنه مرفوض
تماما من خلال العلاج المعرفي السلوكي يمكن علاج هذا النوع من
التفكير وذلك عن طريق أولا كشف النمط وذلك بمساعدة
الشخص على ملاحظة عباراته وأفكاره التي تعكس هذا النوع من
التفكير مثل إما أو إما أن أكون مثاليا أو
فاشلا ثانيا تحدي التطرف عليك التفكير في أدلة تدعم الوسطية على
سبيل المثال إذا قلت إذا لم أكن الأفضل في العمل فأنا بلا قيمة في
هذه الحالة عليك التفكير في الجوانب الأخرى التي تبدع
فيها ثالثا تعليم التفكير التدريجي يجب عليك التدرب على رؤية
الأمور بدرجات متفاوتة مثلا قد أرتكب أخطاء لكن هذا لا يعني
أنني فاشل تماما باختصار يستخدم العلاج المعرفي السلوكي منهجية
علمية ومنطقية لمساعدة الشخص على إعادة هيكلة أفكاره السلبية مثل
التعميم المفرط والتفكير بالأبيض والأسود والهدف النهائي هو تحسين
جودة الحياة النفسية للشخص وزيادة وعيه بواقعه وتمكينه من رؤية
العالم من منظور أكثر إيجابية وواقعية
قانون التدرج وأهمية الاستمرارية مفهوم قانون
التدرج التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها لكل عادة أو فكرة نريد
تغييرها نحتاج إلى وقت ومثابرة أهمية الصبر احترام
المراحل فهم أن كل مرحلة في عملية التغيير لها دور مهم في الوصول إلى
الهدف النهائي الاحتفال بالنجاحات الصغيرة كل خطوة إيجابية تستحق
التقدير
نصائح عملية لتطبيق فلترة الأفكار الأول كن حارسا
لعقلك احرص على اختيار الأفكار التي تدخل إليه المرحلة
الثانية ابتعد عن الجدل السلبي لا تضيع وقتك في مناقشات لا تخدم
أهدافك ثالثا مارس التأمل يساعد التأمل في تهدئة العقل وزيادة وعيك
بالأفكار رابعا ركز على ما تريد بدلا من التفكير في ما لا
تريده ركز على تحقيق أهدافك الخاتمة فلترة الأفكار ليست مجرد مهارة
نمارسها بين الحين والآخر بل هي عملية مستمرة تحمي عقولنا من التأثيرات
السلبية وتمكننا من بناء حياة تتماشى مع طموحاتنا ابدأ اليوم بمراقبة
أفكارك وفلترتها وستلاحظ كيف يتغير واقعك تدريجيا نحو الأفضل شكرا
لاستماعكم ولا تنسوا الاشتراك في القناة ليصلكم كل جديد
إرسال تعليق
0 تعليقات