ملخص كتاب اصنع وقتا أكثر من المتاح

 


ملخص كتاب إصنع وقتا أكثر من المتاح

أي يكون يومك أكثر من 24 ساعة

تأليف جايك ناب  و  جون زيراتسكي

مع السرعة والتسارع الوقت والهواتف التي لا تتوقف عن العمل طوال اليوم تغيرت لغة الناس لدرجة عند سؤالك لأحدهم كيف حالك لن تتفاجأ ان اجابك أنا مشغول ومع ذلك تتعجب من أنك في نهاية كل يوم تجد نفسك مرهقا مجهدا لا تعرف فيما انقضى يومك وتتساءل متى ستمتلك الوقت لفعل ما تريد

لذا جاء هذا الكتاب ليوضح لك ولي كيف نخفف من سرعتنا وسط حالة العجل التي نعايشها وكيف نصنع الوقت للأشياء المهمة في حياتنا. وقد قدم الكتاب عدة خطوات تختار منها ما تود التركيز عليها وحتى إن لم تستطع السيطرة على جدولك سيطرة كاملة ستمكينك قراءة هذا الكتاب من السيطرة على انتباهك ومن ثم ستجد نفسك تحظى بمساحة في جدول مواعيدك.تضيف هدوءا ووضوحا لحياتك اليومية بل وتخلق لك فرصاً لتبدأ العمل على هواياتك أو مشروعك الذي طالما حلمت بتنفيذه.

هيا، اربط الحزام واستعدل الانطلاق في رحلة صنع وقتك.

أولاً، الإعدادات الافتراضية.

في الوقت الحالي تتنافس قوتان هائلتان للسيطرة على كل دقيقة من وقتك.

القوة الأولى هي ما نسميه بـ موضة الإنشغال ويقصد بها ثقافتنا المتمثلة في الإنشغال الدائم كفيض الرسائل التي تجتاح بريدك الإلكتروني وقوائم المهام التي لا نهاية لها ونتيجة لتلك القوة أنك تملأ كل دقيقة من وقتك بالعمل كي لا تتخلف عن الركب

والقوة الثانية هي المؤثرات اللانهائية

ويقصد بها التطبيقات وغيرها من مصادر المحتوى المتجدد على نحو لا نهائي وأنت تظن بأن هذا النوع من الترفيه المتاح طوال الوقت مكافأة لك عن الإرهاق الناتج عن الإنشغال الدائم ولكن هل تساءلت قبلًا إذا كان ذلك الإنشغال الدائم أمراً إلزمياً حقًا؟ أو هل يعد ذلك الإلهاء اللانهائي مكافأة بالفعل؟

يقودنا هذان التساؤلان إلى ما يطلق عليه الإعدادات الإفتراضية فكل من الإنشغال الدائم والمؤثرات اللانهائية يمثلان قوة هائلة لأنهما صارا إعداداً إفتراضياً لدينا وفي لغة التكنولوجيا يقصد بكلمة إفتراضي الطريقة التي يعمل بها جهاز ما عندما تستخدمه لاول مرة

أي إنه خيار محدد مسبقاً وإذا لم تفعل شيئاً لتغيره ستحصل على ذاك الإعداد الإفتراضي وهناك إعدادات إفتراضية في كل جزء من حياتنا تقريباً فلا يقتصر الأمر فقط على أجهزتنا وحتى لو استطعنا انتزاع أنفسنا من موضة الإنشغال سنقع في فخ المؤثرات اللانهائية ونستجيب لها

وهذه الإعدادات الإفتراضية النهمة تفترس كل لحظة من وقتك وتخيل معي إذا قضيت أربعة ساعات يوميا على هاتفك الذكي ومثلها على جهاز التلفاز فسيتحول الإلهاء إلى وظيفة بحاجة إلى تفرغ كامل ربما تقول سأحاول توفير المزيد من الوقت والبعد عن تلك المؤثرات اللانهائية و لكنك يجب أن تحاول صنع الوقت لا أن توفره وصنع وقتك لا يتطلب كمان هائلا من الانضباط الذاتي بل ينشأ التغيير بكل بساطة من إعادة ضبط الإعدادات الإفتراضية وهكذا لن تقف ضد التكنولوجيا لأنه بالفعل أصبح من الصعب عليك الاستغناء عنها ولكنك ستعمل على التصدي للسلوكيات النمطية لعالمنا المهووس بالفاعلية والمشبع بالالهاءات وبمجرد أن تتولى زمام السيطرة على التكنولوجيا يمكنك أن تسيطر على وقتك والآن هيا بنا لنعرف خطوات فعل ذلك

ثانياً نظام إصنع وقتك

 يتكون نظام إصنع وقتك من عدة خطوات وهي اختيار هدف ثم التركيز عليها وبعدها تجديد طاقتك عن طريق الاعتناء بجسمك ومن ثم زيادة مقدرتك على التركيز وآخر خطوة هي التفكير فيما تفعله وأي الوسائل ترغب في الاستمرار بفعلها

و أول خطوة هي تحديد هدف. فاختيار هدف يعطيك الفرصة لتبادر باختيار الطريقة التي تقضي بها وقتك بدلا من أن تدعى التكنولوجيا والإعدادات الافتراضية تحدد لك ما تفعله. كما أن التركيز على هدف يومي يعني أن تختار عن قصد الطريقة التي ستقضي بها وقتك وتركز عليه.

وهناك ثلاث طرق تساعدك على اختيار هدف يومي. وقبل تنفيذها يجب أن تبدأ يومك بسؤال نفسك ماذا أريد أن يكون هدف اليوم وأول الطرق التي تساعدك على اختيار هدفك الالحاح وذلك عن طريق سؤال نفسك ما الشيء الأكثر الحاحا الذي ينبغي عليك فعله اليوم

وثاني الطرق الرضا وذلك عن طريق اختيار هدف يمنحك أكبر قدر من الرضا واستخدم هدفك لتكسر دائرة التسويف وكلمة يوما ما

وآخر الطرق هي المتعة ويعني ذلك أن تقوم ببعض الأشياء لمجرد أنك تحب القيام بها وبالنسبة إلى بعض الأشخاص قد تبدو بعض أهدافك الممتعة مضيعة للوقت من قبيل الجلوس في المنزل وقراءة كتاب أو حل الكلمات المتقطعة

ولكن مضيعة الوقت الحقيقية هي عندما تقضيه دون قصد محدد. وأحد الطرق المجربة هي اختيار هدف يستغرق أداؤه من 60 إلى 90 دقيقة. فهدف أقل من 60 دقيقة لن يجعلك تندمج وأنت تفعله. ولكن بعد مرور 90 دقيقة من الانتباه المركز ستكون قد اندمجت بشكل جيد ويمكنك حينها أخذ فترة استراحة.وقد تشعر ببعض الصعوبة عند البدء في اختيار هدفك ولكن مع الوقت ستفهم الآلية ويصبح اختيار هدف شيئا سهلا واختيار الهدف يجعلك تركز على أولوياتك ومن ثم تصبح هي الاعداد الافتراضي لديك وهذا سيمنحك القدرة على ان تقضي وقتك في أداء الأمور المهمة بالنسبة إليك وأن توجه إليها طاقتك

 

ثالثاً، التركيز التام

 التركيز التام هو ثاني خطوات صنع الوقت وتقول الشاعره ماري أوليفر الانتباه هو عملنا الحقيقي الذي لا ينتهي فعندما تكون في وضع التركيز التام يتركز انتباهك على الحاضر مثل شعاع اللايزر الموجه نحو هدف وهكذا يرتفع مستوى تركيزك وتنهمك في أداء المهمة التي بين يديك. ولأن الإلهاء أصبح هو الإعداد الإفتراضي الجديد، فلم تعد قوة الإرادة وحدها تكفي لحماية انتباهك من المؤثرات اللانهائية. ولكن هل تعرف سبب كون تلك المؤثرات اللانهائية مغرية بشكل لا يقاوم؟ هناك العديد من الأسباب وراء ذلك. منها الشغف التكنولوجيا.

وهذا بسبب أن الأشخاص الذين يصنعون تلك المؤثرات المغرية يحبون عملهم ولا يسعهم الانتظار حتى يجلبوا إلى الحياة شيئاً مستقبلياً آخر كما أنهم يعتقدون بصدق أن التكنولوجيا التي يطورونها تحسن العالم ومن الأسباب أيضاً التطور فتلك المنتجات التكنولوجية تتطور تطوراً مذهلاً من عام إلى آخر كما أن المنافسة على أشدها بين التطبيقات التي تسعى لإطلاق ميزة تنافس باقي التطبيقات وكل تطوير هو في حد ذاته مغرا للغاية فهو تجسيد لصراع البقاء للأقوى وما يجعلنا ندمن تلك المؤثرات اللانهائية أكثر شيء أنها تستغل الوصلات العصبية الطبيعية في أدمغتنا ومن ثم فقد تطورنا لنصبح عرضة للإلهاء ظنًا أن ذلك يحمينا من الخطر

ولأننا نحب التكنولوجيا بالإضافة إلى أن شركات التكنولوجيا تحقق أرباحا خيالية جراء استخدامنا لها لذا فهي لن تقدم لك جرعات صغيرة من منتجاتها طوعًا بل ستقدم فيضًا منها ونتيجة لذلك نحن لا نحصل على أفضل ما في التكنولوجيا فحسب لكننا نحصل عليها بكل ما فيها من مزايا وعيوب.

وكل ما تقدمت التكنولوجيا سرقت تلك الأجهزة وقتنا وانتباهنا. ولا تستطيع أن تنتظر من الشركات أن ترد لك انتباهك. بل يجب عليك أن تعيد تصميم علاقتك بالتكنولوجيا. وأفضل وسيلة لهزيمة الإلهاء هي قطع الدائرة التي تحول بينك وبين انتباهك مثل فيسبوك وإنستجرام و تويتر. وعند فعلك لذلك ستحظى بمجموعة جديدة من الإعدادات الافتراضية تجعلك تتحول من الإلهاء إلى التركيز ومن الغرق في المهام إلى السيطرة عليها. ومن ثم ستصل إلى وضع التركيز التام للحفاظ على وقتك وهدفك.

رابعاً وسائل اختيار الهدف والتركيز التام

بعد أن تختار هدفك اليومي هناك عدة وسائل تساعدك على جعل ذلك الهدف عادة يومية لديك ويفضل أن تقوم بكتابة هدفك لأن الأشياء التي تكتبها تكون نسبة تحققها أعلى وربما تقول أين ينبغي لي كتابة هدفي؟ يمكنك كتابته في جدول موعيدك أو في مفكرتك الشخصية أو على أوراق الملاحظات اللاصقة وإن لم تكن متأكدا في يوم من الهدف الذي ستختاره يمكنك بكل بساطة أن تكرر نفس هدف الأمس فالتكرار يساعدك على جعل الأمر يصبح عادة أما إذا شعرت بوجود صراعا بين أولويات متضاربة في حياتك يمكنك إعداد قائمة بكل تلك الأشياء ثم ترتيبها طبقا لأهميتها لديك واجعل هدفك هو أول أولوية.

وهناك من يصعب عليهم التركيز على أهدافهم بسبب عشرات المهام غير المتصلة التي هم بحاجة إلى إنجازها وحينها. يمكنك أن تجعل هدفك في أحد الأيام هو جمع المهام الصغيرة معاً والانتهاء منها في جلسة واحدة. وإن كان لديك هدف كبير يمكنك اختيار نفس الهدف لعدة أيام متتالية. وتقسيمه إلى خطوات وهكذا ستجد نفسك انتهيت منه دون ان تشعر وبعد تطبيقك لوسائل اختيار هدف يمكنك البدء بالتركيز عليه وذلك باتباع عدة وسائل ايضا منها استخدام هاتف خال من الالهاءات احذف تطبيقات التواصل الاجتماعي وقم بإزالة التنبيهات من هاتفك فالإشعارات لصوص تسرق انتباهك دون حتى أن تعرف واجعل شاشة هاتفك الرئيسة فارغة فذلك سيشعرك بالهدوء كل مرة تستخدم فيها هاتفك ويفضل أن ترتدي ساعة يد كي تتجنب فتح هاتفك كل فترة لمعرفة الوقت لأنك في الغالب لو فتحت هاتفك ستجده يسحبك ومن ثم ستضيع المزيد من الوقت

كما يمكنك زيادة انتباهك عن طريق عدم تحققك من هاتفك في الصباح فكلما أجلت تصفحه، جعلت الدخول في وضع التركيز التام أسهل كما أن كثرة تفقد الأخبار تشتت التركيز وتغير مزاجك ولذا يفضل أن تقلل من معدل قراءتك للأخبار أو تحدد يوما أو يومين في الأسبوع للإطلاع عليها

و لأن الانترنت الفائق السرعة أكبر مؤثر لا نهائي في العالم لذا يجب عليك فصل الانترنت قبل الدخول في حالة التركيز التام كما يفضل أن تتبع نهج التركيز العميق وذلك عن طريق التركيز على عمل واحد وفصل نفسك عن العالم الخارجي بكل الإلهاءات الموجودة به

خامساً وسائل تجديد الطاقة والتفكر

تجديد الطاقة هو ثالث وسائل صنع وقتك فإذا استطعت أن تزيد طاقتك كل يوم ستحول اللحظات التي كان من الممكن أن تفقدها بسبب التعب الذهني والجسدي إلى وقت يمكن استخدامه من أجل أهدافك وتجديد الطاقة هو جوهر نظام صنع وقتك فهو بمنزلة البطارية التي تمد كل من الهدف والتركيز التام والتفكر بالطاقة لأنه بوجود الطاقة لديك سيسهل ذلك عليك أن تحافظ على تركيزك وأولوياتك وتتجنب الاستجابة للإلهاءات وطلبات الآخرين وسبيلك للحصول على تلك الطاقة هو الاهتمام بجسدك وعقلك وبعد أن كان الاعداد الافتراضي لدينا قديماً هو الحركة مثل انسان الكهف القديم الذي كان يتحرك طوال اليوم بحثا عن غذائه أصبح الآن الإعداد الإفتراضي البدني هو الجلوس والإعداد الإفتراضي للتفاعل البشري هو الشاشات والطعام يأتي مغلفا في بلاستيك والنوم أصبح شيئا ثانويا وفي النهاية نتساءل كيف وصلنا إلى هذا الحال

ومن وسائل تجديد طاقتك ألا تتوقف عن الحركة فقم بالتمرين يوميا واستخدم السلالم ما بدلا من المصعد وامشي إلى مكان عملك إن لم يكن بعيدا وتناول طعاما صحيا فتناول السلطة لأنها تعطيك طاقة أكثر وهناك من يحبون تناول السكر اعتقادا أنه يتسبب في ارتفاع مستوى طاقتهم ولكن ذلك الارتفاع يصاحبه خفاض مفاجئ بعدها في الطاقة ولذا أفضل شيء هو تناول الشوكولات الداكنة لأن كمية السكر الموجود بداخلها أقل بكثير ومن ثم سينخفض مستوى طاقتك بعدها بقدر أقل وقلل الكميات الكافيين التي تتناولها فعندما تعتاد تناول كميات كبيرة من الكافيين ستشعر بقدر أكبر من الترنح والدوار عند توقفك عن تناوله ولا تتناول الكافيين فور استيقاظك أو قبل ذهابك إلى النوم كي لا تؤثر في جودة نومك وحرس على أخذ قيلولة فهي تحسن من الانتباه والأداء الإدراكي فترة العصر.

والتفكر هو آخر خطوات نظام إصنع وقتك وهو الذي سيساعدك على تحديد أي من الوسائل التي تم ذكرها نجحت معك وسيجعلك تفكر في مستوى طاقتك خلال اليوم. وما إذا كنت صنعت وقتا لهدفك وركّزت عليه وبعد أن تدوّن ما نجح وما لم ينجح معك يمكنك إضافة ذلك في مفكّرتك اليومية كي تصبح أمورا يجب عليك فعلها يوميا ومع الوقت ستجد نفسك أكثر دراية بطاقتك وانتباهك طوال اليوم وأكثر سيطرة على وقتك

وختاماً هناك بعض الأشخاص ممن يستخدمون يوم الإجازة لتعويض ما فاتهم من النوم باقي أيام الأسبوع ويجب أن نقول لهم بأن دين النوم هذا ضارٌ للغاية بصحتك وسلامتك وقدرتك على التركيز فعندما تنام لتعويض ما فاتك ستجد صعوبةً في الاستيقاظ مبكراً أيام العمل وسيزداد شعورك بالتشتت ولذا من الأفضل أن تحافظ على نفس موعد استيقاظك حتى أيام الإجازات. وعندما تطبق نظام إصنع وقتك، ستحدد وقتاً لنومك، ومن ثم، ستسيطر على وقتك وانتباهك. وبمجرد أن تصبح واثقاً من أدواتك للصنع الوقت، ستزداد معرفة بأولوياتك عبر اختيار هدف وزيادة التركيز عليه، ومن ثم، ستكتسب الثقة لتنفيذ الأمور.التي طالما أردت أن تصبح حقيقة


إرسال تعليق

0 تعليقات