ملخص كتاب اصنع وقتا أكثر من المتاح
"اصنع وقتاً أكثر من المتاح" (Make Time: How to Focus on What Matters Every Day) هو كتاب من تأليف جيك كناب وجون زيرتسكي، ويهدف إلى مساعدة القراء على تحسين إدارة وقتهم والتركيز على الأنشطة المهمة التي تضيف قيمة حقيقية لحياتهم. الكتاب يقدم استراتيجيات عملية يمكن استخدامها للتغلب على تشتيت الانتباه وزيادة الإنتاجية الشخصية. يعرض المؤلفان إطار عمل من أربع خطوات رئيسية تساعد الشخص على استعادة التحكم في وقته وإعطائه الأولوية لما يهمه حقاً.
أفكار الكتاب الرئيسية:
أهمية تحديد "الأولوية" اليومية:
يدعو الكتاب إلى اختيار "تسليط الضوء" (Highlight) يومي، وهو النشاط الأهم الذي يريد الشخص التركيز عليه في يومه. قد يكون هذا النشاط مهنياً، شخصياً، أو ترفيهياً، لكن الفكرة هي تحديد نشاط واحد يجلب السعادة أو القيمة ويجب أن ينجز.
بدلاً من محاولة إتمام قائمة مهام ضخمة، التركيز على مهمة أساسية يجعل الإنسان أكثر إنتاجية ويقلل من الشعور بالإجهاد.
التغلب على المشتتات الرقمية:
يناقش المؤلفان كيفية مقاومة التشتيت الذي يسببه العالم الرقمي، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، البريد الإلكتروني، والتطبيقات المتعددة التي تستهلك الوقت. يقترحون استراتيجيات للتعامل مع هذه التشتيتات مثل تحديد أوقات معينة لاستخدام هذه التطبيقات أو إزالتها بالكامل من الهاتف.
يشجع الكتاب على إعادة هيكلة البيئة المحيطة بك لجعل الأمور المهمة أكثر وضوحاً ويسراً، والتقليل من التشويش الذي يجعلنا نضيع وقتاً غير ضروري.
إدارة الطاقة بشكل فعّال:
يعرض الكتاب مفهوم إدارة الطاقة بدلاً من التركيز فقط على إدارة الوقت. هذا يشمل الانتباه لحالتك البدنية والعقلية والقيام بالأنشطة التي تساعدك على البقاء منتعشاً ومفعماً بالحيوية. الأنشطة مثل الرياضة، النوم الجيد، وتناول الطعام الصحي يمكن أن تعزز الإنتاجية وتزيد من القدرة على إتمام المهام.
كما يُقدم نصائح حول توقيت الأنشطة اليومية بناءً على مستوى الطاقة الشخصي، على سبيل المثال، القيام بالمهام الأكثر صعوبة خلال أوقات الذروة للطاقة.
تحكم في التكنولوجيا:
التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من حياتنا، ولكن الكتاب يقترح طرقاً للتحكم فيها بدلاً من أن تتحكم هي فينا. يتحدث عن "التصفية الرقمية" (Digital Filter)، وهو مفهوم يشير إلى تقليل الاعتماد على الأدوات الرقمية واستبدالها بأدوات أبسط وأكثر فعالية. مثل استخدام دفاتر ملاحظات تقليدية أو تخصيص أوقات محددة جداً للتحقق من البريد الإلكتروني.
يوضح المؤلفان أهمية وضع حدود زمنية للتفاعل مع التكنولوجيا حتى لا تتحول إلى مصدر مستمر لإهدار الوقت.
الإبطاء والتركيز على اللحظة:
يشجع الكتاب على الإبطاء والتفكير بشكل متأنٍ في كيفية قضاء الوقت. هذا يعني تحديد الأنشطة التي تضيف قيمة حقيقية لحياتنا والتخلص من الأنشطة غير الضرورية التي تستهلك الوقت والطاقة بدون فائدة.
يساعد التركيز على اللحظة (Mindfulness) في تحسين الانتباه والتقليل من القلق حول المستقبل أو الإجهاد المرتبط بالمهام غير المنجزة.
تطوير عادات يومية بسيطة:
يعرض الكتاب أكثر من 80 استراتيجية يومية يمكن تطبيقها لتحسين الوقت والإنتاجية. من بينها "تحديد حدود" للعمل، أو ما يسميه المؤلفان "إيقاف اللعبة" (End the Day). الفكرة هي أن يكون هناك وقت معين لإنهاء العمل والابتعاد عن المهام اليومية لإعطاء العقل والجسد فرصة للاسترخاء.
تحسين نوعية حياتك بتخصيص وقت لما تحبه:
يوضح الكتاب أن الشخص يجب أن يركز على الأنشطة التي تجلب له السعادة والمعنى. سواء كان ذلك بتخصيص وقت للقراءة، أو الرياضة، أو قضاء الوقت مع العائلة، فإن هذه الأنشطة تساعد في تحقيق توازن حياتي وتحسين نوعية الحياة بشكل عام.
الخلاصة:
"اصنع وقتاً أكثر من المتاح" هو دليل عملي لمن يرغبون في استعادة السيطرة على وقتهم وزيادة إنتاجيتهم بالتركيز على الأشياء التي تهمهم حقاً. من خلال التركيز على الأولويات اليومية، تقليل التشتيتات الرقمية، وإدارة الطاقة بشكل أكثر فعالية، يتيح الكتاب للقارئ وسائل وأدوات بسيطة لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة وتحسين الإنتاجية الشخصية.
إرسال تعليق
0 تعليقات